"لقد سمموني!" موت ستانلي ماير الغامض بعدما ادعى تشغيل السيارات بالماء
في ليلة باردة من مارس 1998، خرج ستانلي ماير هارعاً فازعاً من مطعم في غروف سيتي، أوهايو، وهو يمسك بحلقه. يلهث لالتقاط أنفاسه، فتعثر في موقف السيارات وانهار. هرع شقيقه، ستيفن، إلى جانبه. فخرجت كلمات أخيرة من فمه ظلت تتردد إلى الآن في دوائر المؤامرة ومنتديات الطاقة البديلة:
"لقد سمموني."
هل كان جنوناً؟ أم موت طبيعي مأساوي؟ أم إسكات رجلٍ كان يعرف أكثر مما ينبغي؟
خلية وقود الماء التي هددت شركات المازوت والوقود
لم يكن ستانلي ماير فيزيائياً أو مهندساً بتخصصه، ومع ذلك ادعى اكتشافه شيئاًِ قد يُغير العالم: جهازاً يُحلل الماء إلى هيدروجين وأكسجين بكفاءة كافية لتشغيل سيارة باستخدام الماء فقط. بدون بنزين. بدون زيت. بدون انبعاثات. فقط ماء. لا صيانة، ولا تكاليف خيالية، فقط ماء.
أطلق عليها ماير اسم "خلية وقود الماء"، وعرض عربة رملية يُزعم أنها تعمل بالكامل بالماء. أثارت ادعاءاته الاهتمام والتشكيك. أشار العلماء إلى أن اختراعه يتحدى قوانين الديناميكا الحرارية. لكن ماير أصر على نجاحه. حصل على براءات اختراع، وظهر على التلفزيون، ولفت انتباه المستثمرين. حتى البنتاغون أبدى اهتماماً به بحسب التقارير.
كان على وشك تحقيق إنجاز كبير، انجاز أكبر منه، خير عليه، اختراع لم يتوقع ماير أن ينهي حياته بطريقة مأساوية.
التهديدات... والارتياب
مع ازدياد شعبية تقنيته، ازداد ارتياب ماير. توقف عن الثقة بالناس. كان يخشى أن يُراقب. قال لصديقه ذات مرة: "يريدون دفن هذه التقنية".
ولكن من هم الذين أرادوا ذلك؟
عمالقة النفط؟ وكالات حكومية؟ مصالح شركاتية مشبوهة تحمي إمبراطورية الوقود الأحفوري التي تفوق قيمتها تريليارات الدولارات؟
زعم ماير أنه رفض عروضاً ضخمة من شركات نفط أرادت شراء اختراعه وتجميده. ولكن تفيد المصادر أنه رفض ذلك. بل كان يؤمن بعمله. وكان يؤمن بأن العالم يستحق طاقة نظيفة ومجانية.
ولكن العالم فقد ستانلي ماير بظروف غريبة.
الوجبة الأخيرة
في 20 مارس 1998، التقى ستانلي بمستثمرين بلجيكيين في مطعم. ووفقاً لشقيقه، تناول ستانلي رشفة من عصير التوت البري، ووقف فجأة، ثم ركض إلى الخارج وهو في حالة إعياء شديد. بعد لحظات، توفي.
أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى إصابته بتمدد الأوعية الدموية في الدماغ. لكن ستانلي لم يكن لديه تاريخ من مثل هذه المشاكل. لا أعراض، لا تحذير، ولا أي تاريخ طبي يشير إلى أن ستانلي قد يتعرض إلى ذلك.
وكانت هناك تلك الكلمات الأخيرة المؤثرة التي لا يمكن أن تُنسى: "لقد سمموني."
لم يصدق ستيفن ماير قط أن شقيقه مات موتاً طبيعياً. ولا حتى أنا استطيع تصديق ذلك بينما أكتب لك هذه القصة. فالأمر أشبه بأي جريمة قتل تكون متأكداً من فاعلها من دون وجود دليل. على مر السنين، أصبح اسم ستانلي أسطورة في دوائر الطاقة البديلة يُشاد به كرائد، ويُرثى له كشهيد.
هل كانت خدعة أم محاولة تستر؟
يزعم المشككون أن ماير كان محتالًا، وأن "سيارته التي تعمل بالماء" لم تكن سوى وهم مُدبّر بذكاء. ولكن إذا كان الأمر برمته خدعة، فلماذا مات في مثل هذه الظروف الغريبة؟ لماذا كرر مراراً وتكراراً أنه يخشى على حياته؟ لماذا، حتى يومنا هذا، لا تزال المخططات والنماذج الأولية لجهازه مفقودة أو غير مكتملة؟ أمعقول لم يرد أي عالم أن يكمل مشروعه ويصل إلى هذا النوع من الوقود، أم خاف الآخرون من أن يلقوا ذات المصير؟
وفي ظل هذه التساؤلات، قد يكون أيضاً الجواب المنطقي أنه ربما لم ينجح اختراع ماير أبداً. أو ربما، ربما فقط... نجح بشكل مبالغ فيه.
وربما فعلاً حمل ستانلي ماير إلى القبر سراً ما قد خُبأ عن العالم أجمع…
وإذا كانت كلماته الأخيرة صادقة... فهناك من أراد قتله معلاً.

عادريان هو محرر. خريج في علم النفس بغضون أكثر من 4 سنوات في الصناعة السيارية، و 3 سنوات أمام الكاميرا. يظهر من حين لآخر في متجر الإطارات الذي يملكه عائلته. لن يشتري سياراتًا إلا تلك التي تمر اختبار الزجاجة الكبيرة.