في الآونة الأخيرة، انخفضت شعبية تسلا في الولايات المتحدة الأميركية، وتعرضت صالات العرض الخاصة بها إلى هجوم كبير بسبب انخراط إيلون ماسك في السياسة والعمل الحكومي، مهملاً تسلا، وبالتالي التسبب في انخفاض أسهمها، ما أشعل موجة غضب لدى المستثمرين فيها.
هذا عدا عن المنافسة الصينية الشرسة التي تعرضت لها الشركة الأميركية. ولكن في خضم كل ما يحصل، لم يمنعها ذلك عن خطتها للتوسع في الشرق الأوسط. وكجزء من هذه الخطة، افتتحت تسلا أول صالة عرض لها في المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط، تحديداً داخل مدينة الرياض. وقد أتى هذا الافتتاح وسط انخفاض مبيعات الشركة الحاد، نظراً للمشاكل العديدة التي تواجهها.
ولكن تعدّ المملكة العربية السعودية حليفاً قوياً لواشنطن، والعلاقة بين ترامب والأمير محمد بن سلمان وطيدة، إذ وعد الأخير باستثمارات تفوق 600 مليار دولار في التجارة مع الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أن الطلب على السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية خفيف. وليس لها الكثير من المحبين في بلاد غنية بالنفط ولا يتعدى سعر لتر الوقود 2.33 ريال. فالمناخ الصحراوي وقلة محطات شحن السيارات الكهربائية قد تشكل نقطة رابحة لسيارات الاحتراق الداخلي.
إلا أن هذا الافتتاح لاقى قبولاً وترحيباً، وسيشمل الدمام وجدة أيضاً، في 11 أبريل. فالسوق السعودية على خطى التحول إلى الطاقة المستدامة بحلول 2030، في خطة تبعد الاقتصاد السعودي عن الاعتماد على النفط.
لا ننسى أن هذا الافتتاح أتى ليفتح صفحة جديدة في العلاقة المعقدة بين ايلون ماسك والمملكة العربية السعودية، والتي أدت إلى إطلاق تسلا في العديد من دول الخليج والشرق الأوسط، ما عدا السعودية.
فقد عكست تفاعلات ايلون ماسك مع المملكة العربية السعودية تقلباته وتناقضه في العلاقات التجارية مع الدول، بدءاً من التفكير في تحويل تسلا إلى شركة خاصة بتمويل سعودي، إلى المشاحنات بينه وبين مسؤولين سعوديين على منصات التواصل الاجتماعي. ولكن سرعان ما تحسنت علاقته بالمملكة بعد توليه منصباً رئيسياً في إدارة دونالد ترامب.
بحسب شركة ووترهاوس كوبرز، كانت مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2024 ضئيلة جداً، إذ كانت تحتل 1% فقط من نسبة مبيعات السيارات في المملكة العربية السعودية. إلا أن الشركة PwC أفادت أيضاً بأن 40% من المستهلكين يخططون لشراء السيارات الكهربائية في السنوات الثلاثة القادمة، داخل المملكة.
وعلى الرغم من قلة توفر محطات الشحن كما ذكرنا، تخطط الشركة التي إطلاقها مؤخراً، شركة البنية التحتية للمركبات الكهربائية لوضع أكثر من 5000 محطة شحن سريع بحلول 2030.
أضف إلى ذلك أن المملكة العربية السعودية تخطط لإطلاق شركة محلية لصناعة السيارات الكهربائية، وهي شركة Ceer Motors السعودية، التي تشكل نتيجةً لتعاون بين PIF والشركة التايوانية المصنعة Foxconn. وتخطط شركة Ceer للبدء بتوزيع منتجاتها في الشرق الأوسط بحلول 2025.
وبذلك تكون تسلا من ضمن هذه الخطط الكثيرة التي من المفترض أن تحول 30% من جميع السيارات في المملكة العربية السعودية إلى كهربائية في العاصمة الرياض، من ضمن الاستراتيجية التي ذكرناها، و استراتيجية الحد من انبعاثات المدينة.
وبما أن بي واي دي موجودة في السوق السعودية، يعني ذلك أن تسلا ستواجه أيضاً المنافسة الصينية الشرسة، بالإضافة إلى المنافسة من لوسيد موتورز، في مجال ما زال يعدّ ضيقاً مع الـ1% من نسبة السيارات الكهربائية في السوق. فعلى الرغم من أن بي واي دي ليست الشركة الوحيدة الموجودة، ولكن مع تطورها والأسعار التنافسية التي تقدمها مقارنةً بتسلا وتقنياتها، التي تسبقها الشركة الصينية بكثير، ما زال المصنع الصيني رائداً ومرعباً للعديد من شركات السيارات الكهربائية، وحتى الأوروبية الفاخرة. أما تسلا، فهل ستكون رائدةً في سوق السيارات الكهربائية في السعودية؟ لا نعلم، ولكن نعتقد أن الاحتمال بعيد إذا ما أعادها إليلون ماسك لها قواها ولما كانت عليه سابقاً.

كاتب كبير بمجرد ظهور أول ذكريات كان البحث عن المعرفة السيارية قد بدأ. وقد تم استكشاف مصادر معلومات مختلفة، حتى تلك المشبوهة، ومن بين هذه المصادر: ألعاب الفيديو والتلفزيون والمجلات أو حتى منتديات الإنترنت. وما زلت عالقة في ذلك الثقب النفسي.