تسلا تكشف عن رؤيتها الجريئة لمستقبل التنقل دون سائق عبر تاكسي سايبركاب وحافلة روبوفان

في الوقت الذي تتسابق فيه شركات السيارات لتثبيت أقدامها في عالم السيارات الكهربائية، لا تزال تسلا تصر على دفع الحدود وتحدي المألوف. ففي لقاء حديث مع خبير التفكيك ساندي مونرو، كشف كبار مسؤولي تسلا عن تفاصيل جديدة ومثيرة حول مشروعين رئيسيين في خطط الشركة القادمة: سايبركاب التي من المخطط إطلاقها كتاكسي ذاتي القيادة بالكامل. وأيضاً روبوفان، التي ستكون بمثابة حافلة نقل ركاب صغيرة بدون سائق. هذان النموذجان ليسا مجرد مفاهيم تصميمية، بل يمثلان الرؤية التي تريد تسلا من خلالها إعادة تعريف النقل في المستقبل.

سايبركاب: كفاءة مذهلة وتصميم مخصص للقيادة الذاتية

أبرز ما لفت الانتباه هو قدرة سايبركاب على تحقيق مدى يصل إلى نحو 483 كيلومتر باستخدام بطارية تقل سعتها عن 50 كيلوواط ساعة. هذه القفزة التقنية تُعد إنجازًا مهمًا في وقت تحتاج فيه معظم السيارات الكهربائية الحديثة إلى بطاريات أكبر بكثير لتقديم مدى مشابه. وللمقارنة، تستخدم Model 3 Long Range بطارية بسعة تقارب 79.7 كيلوواط ساعة لتحقيق مدى يبلغ 584 كيلومتر تقريبًا.

مورافي أوضح أن تسلا لا تركز فقط على كثافة الطاقة، بل تسعى أيضًا إلى تبسيط عمليات الإنتاج بشكل جذري. فالسيارة الجديدة ستعتمد على هياكل وأبواب مصبوبة بالكامل لمقدمة وخلفية السيارة. هذه التقنية تُقلل بشكل كبير من عدد القطع المستخدمة وتسرّع من وتيرة التصنيع. الأهم أن هذه الأجزاء لن تحتاج إلى الطلاء، إذ تعتمد تسلا على طبقات حماية مضادة للتآكل أصبحت كافية لتجاوز مرحلة الطلاء، ما يسهم في تقليص التكاليف والعمليات الصناعية.

خطوة جريئة نحو القيادة الذاتية الكاملة

سايبركاب ليست فقط سيارة كهربائية عالية الكفاءة، بل تمثل محورًا رئيسيًا في مشروع تيسلا للقيادة الذاتية من المستوى الخامس. وفقًا للمقابلة، ستبدأ اختبارات هذا المستوى المتقدم من القيادة الذاتية خلال هذا العام، مع وجود سائقين احتياطيين يراقبون أداء المركبة عن بعد في المراحل الأولى. لكن الهدف النهائي واضح، وهو تقديم مركبة ذاتية القيادة بالكامل مخصصة لخدمة التنقل الذكي عند الطلب.

تسلا تهدف إلى إطلاق سايبركاب في عام 2026، وتعمل على تصميمها من الصفر لتناسب بيئة القيادة الذاتية. وهذا يشمل تغييرات جوهرية في تصميم المقصورة الداخلية والشكل الخارجي، بما يعزز تجربة الركاب في عالم لا يعتمد على السائقين. وإذا سارت الاختبارات كما هو مخطط، فقد تكون سايبركاب أول روبوتاكسي حقيقي يرى النور.

روبوفان: مشروع قيد التطوير بآفاق واعدة

أما روبوفان، المركبة الأكبر المخصصة لخدمات النقل التشاركي، فلا تزال في مراحل تطويرها الأولية. وخلال اللقاء، عرض فون هولزهاوزن نموذجًا أوليًا يحتوي على 14 مقعدًا، لكن من غير المؤكد ما إذا كانت هذه التهيئة ستصل إلى خطوط الإنتاج، خاصة مع حجم المقاعد الكبير الظاهر في النموذج.

رغم أن الجدول الزمني لإطلاق روبوفان لا يزال غير محدد، فإن الجولة الداخلية التي تم عرضها كشفت عن مدى تركيز تسلا على مرونة التصميم وتجربة الاستخدام. سواء كانت موجهة لخدمات النقل التشاركي، أو كحل ذكي للنقل التجاري، فإن روبوفان ما زالت في طور التطوير، لكن ملامحها تعكس طموحًا حقيقيًا لإعادة تعريف هذه الفئة.

ما هو مؤكد أن فريق تسلا يواصل استكشاف حلول جريئة وغير تقليدية في قطاع لا يزال ينتظر لحظة تحوّله الكبرى.