تواجه شركة تسلا تحديًا جديدًا في الصين بعدما اضطرت إلى إيقاف تجارب حزمة القيادة الذاتية الكاملة (FSD) بشكل مؤقت، وذلك عقب أيام فقط من إطلاقها الرسمي داخل السوق الصيني. جاء هذا التوقف المفاجئ نتيجة لتغييرات تنظيمية فرضتها وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في الصين، بالتزامن مع اشتداد المنافسة من علامات محلية تُحرز تقدمًا لافتًا في تقنيات القيادة الذاتية.
مخالفات ونتائج مقلقة في التجارب
أطلقت تسلا مؤخرًا حزمة القيادة الذاتية الكاملة تحت اسم "FSD (Supervised)" عبر تجربة مجانية لمدة شهر، بهدف تشجيع المالكين على شراء النظام لاحقًا من خلال تحديث هوائي. لكن سرعان ما طفت على السطح مشكلات تتعلق بأداء النظام، إذ وثّق أحد المدوّنين المحليين تجربة حقيقية لسيارة تسلا موديل Y ارتكب خلالها النظام سبع مخالفات مرورية في ليلة واحدة.
تضمنت هذه المخالفات استخدام مسارات الدراجات الهوائية كمخارج للانعطاف، بالإضافة إلى تغييرات غير قانونية في المسارات وتجاوز الفواصل المرورية غير المسموح بعبورها. أثار أداء النظام الضعيف تساؤلات حول مدى جاهزيته للعمل في السوق الصيني، خاصة في ظل القوانين المرورية الصارمة.
وفي مقارنة مباشرة بين نظام تسلا وأنظمة من شركات صينية مثل لي أوتو وAito، سجّل نظام FSD 34 مخالفة و24 تدخلاً يدويًا خلال اختبار القيادة، بينما سجلت لي أوتو L7 فقط 14 مخالفة و9 تدخلات. أما Aito M9 فقدّم أداءً أكثر استقرارًا مع 14 مخالفة و12 تدخلاً، ما يضع تسلا في موقع محرج أمام المنافسين المحليين.
لوائح تقنية جديدة تعرقل التوسع
بعيدًا عن الاختبارات الميدانية، تواجه تسلا الآن عائقًا تنظيميًا بسبب لوائح جديدة تلزم شركات السيارات بتقديم بيانات تقنية دقيقة للجهات المختصة قبل إطلاق أي تحديثات هوائية لسيارات العملاء. واعتُبرت هذه الإجراءات جزءًا من جهود الحكومة الصينية لضبط وتوجيه النمو السريع في تقنيات القيادة الذاتية.
أوضحت غريس تاو، نائبة رئيس أعمال تسلا في الصين، عبر منصة ويبو، أن الشركة ستقوم بإرسال التحديث لجميع العملاء بمجرد استيفاء كافة الشروط التنظيمية. ولا تقتصر تبعات هذه اللوائح على تسلا فقط، إذ اضطرت أيضًا شركة اكس بينج إلى تأجيل تحديث رئيسي كان من المقرر طرحه لسيارة Mona M03 الكهربائية.
ومع احتدام المنافسة من علامات محلية مثل اكس بينج ولي أوتو، تجد تسلا نفسها أمام ضرورة مضاعفة الجهود لتقديم حلول أكثر موثوقية. ويبدو أن رحلتها في مجال القيادة الذاتية داخل الصين ستتطلب إعادة صياغة للاستراتيجية بما يتناسب مع القوانين الجديدة وتوقعات المستهلك الصيني الذي لا يقبل بالأخطاء.

عادريان هو محرر. خريج في علم النفس بغضون أكثر من 4 سنوات في الصناعة السيارية، و 3 سنوات أمام الكاميرا. يظهر من حين لآخر في متجر الإطارات الذي يملكه عائلته. لن يشتري سياراتًا إلا تلك التي تمر اختبار الزجاجة الكبيرة.