تخيل أنك تقود سيارتك في رحلة طويلة، ومعك راكب ثرثار لا يتوقف عن الحديث! قد يكون الأمر مزعجًا أحيانًا، لكن ماذا لو كان بإمكان هذا الراكب الانشغال بشيء آخر، مثل مشاهدة فيلم أو تصفح الإنترنت على شاشة مخصصة له، دون أن يؤثر ذلك على تركيزك في القيادة؟ هنا تأتي تقنية شاشة الراكب لتغير قواعد اللعبة.
في عالم السيارات الحديث، لم تعد الشاشات حكراً على السائق فقط، بل أصبحت شاشة الراكب الأمامي جزءًا لا غنى عنه من تجربة القيادة والرحلات. هذه الشاشة تقدم للراكب فرصة للاستمتاع بالترفيه والتحكم في بعض وظائف السيارة بشكل مستقل، مما يجعل كل رحلة أكثر راحة ومتعة للجميع.
شاشة الراكب هي شاشة رقمية مستقلة تقع أمام الراكب الأمامي، تتيح له الوصول إلى محتوى ترفيهي متنوع مثل الأفلام، الموسيقى، الألعاب، وحتى التحكم في بعض وظائف السيارة مثل التكييف أو الملاحة. هذا الابتكار جاء استجابة لحاجة الركاب إلى تجربة أكثر تفاعلية أثناء الرحلات، خصوصًا في السيارات الحديثة التي تهدف إلى توفير بيئة مريحة ومتطورة داخل المقصورة.
فمع هذه الشاشة صار بالامكان
تجربة ترفيهية متكاملة: يمكن للراكب مشاهدة الأفلام أو تصفح الإنترنت أو اللعب، مما يجعل الرحلات الطويلة أكثر متعة.
تحكم مستقل: تتيح بعض الشاشات للراكب ضبط إعداداته الخاصة دون التأثير على إعدادات السائق، مثل درجة حرارة المقعد أو اختيار الموسيقى.
تقليل إلهاء السائق: تقنيات حديثة مثل شاشات OLED القابلة للطي والقابلة للانزلاق، مع خاصية "وضع الخصوصية" التي تضبط زاوية الرؤية تلقائيًا، تمنع السائق من رؤية محتوى الشاشة، وبالتالي تحافظ على تركيزه وأمانه أثناء القيادة.
عرض معلومات السيارة: في بعض السيارات الكهربائية، تعرض شاشة الراكب بيانات في الوقت الحقيقي مثل استهلاك الطاقة، مدى البطارية، وأداء السيارة، مما يزيد من وعي الركاب بتفاصيل الرحلة.
مع هذا المعارضين دائما حاضرين فرغم الفوائد الكبيرة، يرى بعض المستخدمين أن شاشة الراكب قد تكون مصدر إزعاج أو غير ضرورية، خاصة في بداية استخدام السيارة. قد يشعر البعض بأن وجود شاشة إضافية يعقد الأمور أو يشتت الانتباه. لكن مع تطور التكنولوجيا وتصميم واجهات استخدام سهلة وذكية، بدأت هذه الشاشات تثبت جدواها و تكتسب شعبية متزايدة.
من السيارات التي تستخدم شاشة الراكب :
هيونداي كونا الكهربائية: تستخدم شاشة عرض أمامية (HUD) تعرض معلومات مهمة للسائق، بينما يمكن للراكب التفاعل مع شاشة خاصة به، مما يعزز من تجربة القيادة والراحة.
تسلا موديل 3: توفر شاشة لمس أمامية كبيرة للسائق، مع إمكانية التحكم في بعض وظائف السيارة من قبل الراكب، بالإضافة إلى شاشة خلفية للركاب الخلفيين للتحكم في الترفيه والتكييف.
إل جي ديسبلاي: كشفت عن شاشات OLED قابلة للطي والانزلاق مخصصة للمقاعد الخلفية، مع تقنيات تمنع إلهاء السائق عن طريق ضبط زاوية المشاهدة تلقائيًا.
مرسيدس EQS: قدمت شاشة ذكية ضخمة تمتد أمام السائق والراكب، تجمع بين الترفيه والتحكم في وظائف السيارة بشكل متكامل.
مع تطور التكنولوجيا وتغير أساليب التنقل، أصبحت شاشة الراكب أكثر من مجرد رفاهية؛ إنها عنصر أساسي يعيد تعريف تجربة القيادة والركوب. من خلال توفير ترفيه مخصص وتحكم مستقل، تضمن هذه التقنية رحلة أكثر متعة وراحة لكل من السائق والراكب، مع الحفاظ على السلامة والتركيز.
في المستقبل القريب، ستشهد هذه الشاشات تطورات مذهلة تجعلها أكثر ذكاءً وتفاعلية، حيث ستتكامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي لتقدم محتوى مخصصًا لكل راكب، مع ضمان عدم إلهاء السائق.
لذا، إذا كنت من عشاق الهدوء والراحة أثناء القيادة ، فاستعد لأن تصبح شاشة الراكب رفيقك الدائم في كل رحلة.

ياسر المنصوري لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم الصحافة السيارية. وهو خبير في المقالات الخبرية السيارية والتوصيفات والتقييمات للسيارات، من أحدث الموديلات إلى اتجاهات الصناعة. لقد بنى علاقات قوية مع مصنعي السيارات وخبراء الصناعة. قم بالاتصال بلياسر المنصوري على LinkedIn لتتبع كل ما هو جديد في عالم السيارات وانضم إلى رحلتنا المثيرة في استكشاف عالم السيارات.