نيسان تدرس التعاون مع فوكسكون بعد فشل محادثات هوندا

وفقًا لوكالة رويترز، كشفت مصادر مطلعة أن شركة نيسان موتور مستعدة للتعاون مع شركاء جدد بعد فشل مفاوضات الاندماج مع شركة هوندا موتور. ومن أبرز الشركاء المحتملين شركة فوكسكون.

فوكسكون، أكبر مزود لخدمات تصنيع الإلكترونيات في العالم، ومقرها في تايوان، وهي معروفة بشكل أفضل بتجميع المنتجات لشركات التكنولوجيا العالمية الكبرى، بما في ذلك آبل. في السنوات الأخيرة، وسعت فوكسكون بشكل كبير إلى صناعات جديدة مثل السيارات الكهربائية وشبه الموصلات. أطلقت الشركة علامتها التجارية الخاصة للسيارات الكهربائية، فوكسترون، وشكلت شراكات مع العديد من شركات صناعة السيارات لدفع الابتكار في التصنيع الذكي والكهربة.

بحلول أواخر عام 2024، ظهرت تقارير تفيد بأن مجموعة هون هاي، الشركة الأم لفوكسكون، كانت تحاول الاستحواذ على حصة مسيطرة في نيسان. تجاوزت طموحات هون هاي الاستحواذ على مصانع نيسان ومعداتها - فقد هدفت إلى الاستحواذ على الأعمال التجارية بالكامل، بما في ذلك طرازات مثل باثفايندر وسنترا وجي تي آر. وقد دفع هذا التطور هوندا على ما يبدو إلى تسريع المناقشات مع نيسان بشأن تشكيل تحالف.

وفقًا لصحيفة نيكي، صرح مسؤولون داخل شركة هوندا أنه بعد أن أعربت فوكسكون عن اهتمامها بالاستحواذ على نيسان، هرعت هوندا لإعادة تشغيل محادثات الاندماج وحذرت من أن أي شراكة بين نيسان وفوكسكون ستلغي تحالف هوندا المحتمل مع نيسان. بالنسبة لهوندا، تعد الشراكة مع نيسان أمرًا بالغ الأهمية لاستراتيجية النمو طويلة الأجل للشركة، وكانت الشركة مصممة على تجنب انهيار المفاوضات. حتى أن هوندا فكرت في وضع نفسها كـ "فارس أبيض" - مستحوذ ودّي - لمواجهة عرض استحواذ عدائي محتمل من هون هاي.

ومع ذلك، تشير تقارير حديثة من رويترز وصحيفة أساهي شيمبون إلى أن ماكوتو أوتشيدا، رئيس نيسان، أبلغ توشيهيرو ميب، رئيس هوندا، بقرار نيسان بإنهاء محادثات الاندماج. وكانت التغطية الإعلامية السابقة قد أشارت بالفعل إلى أن نيسان كانت تبتعد عن خطط الاندماج مع هوندا.

ردًا على ذلك، أصدرت نيسان بيانًا قالت فيه: "هناك تقارير إعلامية تزعم أن الشركة ستنسحب من مذكرة التفاهم بشأن التكامل التجاري مع هوندا، لكن الشركة لم تعلن عن ذلك." أوضحت نيسان أن المناقشات مع هوندا مستمرة وتغطي جوانب مختلفة ذكرتها التقارير الإعلامية. تتوقع الشركة الانتهاء من قرارها وإصدار بيان رسمي بحلول منتصف فبراير.

شخصية رئيسية في هذه القصة المتكشفة هو جون سيكي، الرئيس التنفيذي الحالي لفوكسكون للسيارات الكهربائية. أمضى سيكي 33 عامًا في نيسان، وشغل مناصب عليا مثل المدير التنفيذي لشركة نيسان موتور، ورئيس شركة دونغفنغ موتور، ونائب الرئيس الأول للتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي. بعد محاولة فاشلة لتصبح الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، غادر سيكي في يناير 2020 ليصبح رئيسًا ومديرًا للعمليات في شركة نيديك. في يناير 2023، انضم إلى فوكسكون كرئيس استراتيجية لشركة السيارات الكهربائية المشتركة، وتم ترقيته إلى منصب الرئيس التنفيذي لعمليات السيارات الكهربائية في فوكسكون في أبريل 2024.

مع اشتداد المنافسة العالمية في صناعة السيارات - ولا سيما مع التغييرات السريعة في سوق السيارات الصيني - تعاني نيسان من تراجع تنافسية المنتجات، وانخفاض المبيعات، وتراجع الأرباح، وانخفاض أسعار الأسهم، وإعادة تشكيل القيادة، وإعادة الهيكلة المستمرة. تظهر التقارير المالية أنه من أبريل إلى سبتمبر 2024، بلغ صافي ربح نيسان للنصف الأول من السنة المالية 19.2 مليار ين فقط (حوالي 12.6 مليون دولار أمريكي)، وهو ما يمثل انخفاضًا هائلاً بنسبة 94% على أساس سنوي. في الربع المالي الثاني (من يوليو إلى سبتمبر 2024)، شهدت هوندا أيضًا انخفاضًا بنسبة 15% على أساس سنوي في أرباح التشغيل - وهو أول انخفاض لها في سبعة أرباع.