في عام 2014 كشفت مازدا عن الجيل الرابع من مياتا بخبرة وعزيمة تجاوزتا حدود الزمن، حين صممت سيارة أصغر وأخف وزناً من سابقتها لتعيد تعريف متعة القيادة. في حين اتجهت صناعة السيارات نحو التعقيد والضخامة، اختارت مازدا مساراً معاكساً فاستردت الروح الأصيلة للطراز المكشوف. رسمت ND مياتا معايير جديدة في صفاء التجربة وتواصل السائق مع الآلة، وأثبتت بعد عشر سنوات أنها المعيار المتقدم في فئة السيارات الكوبيه المكشوفة.
العودة للبساطة وروح المرح
انطلقت رؤية ND من مراجعة نقدية لعيوب الجيل السابق NC، الذي ارتكز على منصة RX-8 فتلقى وزناً وحجماً سرقا بعضاً من حيوية Roadster. قاد نوبوهيرو ياماموتو وفريقه حواراً عميقاً حول متطلبات عشاق مياتا، فلم يجدوا سوى رغبةٍ في قيادة تبهج الحواس بعيداً عن التعقيد الزائد. استخلص الفريق جوهر القيم تحت شعار فرحة اللحظة فرحة الحياة، فكرس جهوده لاستعادة تناسق الوزن والأبعاد بما يوازي مقاييس مياتا الأصلية لعام 1989، مع تعزيز متانة السلامة ورفع الكفاءة التقنية.
التوازن بين اليابان وأميركا في التصميم
شهدت عملية تطوير ND تبادلاً حيوياً للأفكار بين استوديوهات هيروشيما ويوكوهاما استناداً إلى فلسفة جينبا إيتاي التي تدمج السائق والسيارة ككيانٍ واحد. حرص المصممون اليابانيون على منح السيارة رشاقة عفوية عبر الامتناع عن إدراج تفاصيل تثقل المظهر وتزيد الوزن. في المقابل، طالب فريق كاليفورنيا بابتكار مظهر أقوى وأكثر جرأة ليتناسب مع ذائقة عشاق الأداء في السوق الأميركية. انعكس هذا التوازن برفعٍ بسيط في ارتفاع قاعدة الهيكل وتعديل زوايا الانحناءات الخارجية، فأضفى حضوراً صلباً دون التخلّي عن خفة الحركة والأناقة الداخلية والخارجية.
خفايا تخفيف الوزن بخطوات دقيقة
استلهم الفريق هدف المحافظة على وزن ND دون طن واحد فأطلق استراتيجية تقليص كل جرامٍ ممكن من مكوّناتها. نفّذ المهندسون عمليات حفر دقيقة في قاعدة الزجاج الأمامي لإزالة الوزن الزائد، وألْغُوا أغطية مخارج العادم مع تلميعها مباشرة، وصَغَّرُوا غطاء البطارية، واقتصروا عدد صواميل العجلات على أربعة. حتى مقبض تعديل المقعد خُفِّف وزنه من شريط فولاذي سميك إلى رافعة رفيعة اعتادها السائق بسرعة. تجمعت هذه التعديلات المجهرية لتكسب ND خفة استثنائية حفظت تماسك هيكلها وثبات أدائها.
ديناميكية المحرك وأداء الرحلات
اختار فريق مازدا البداية بمحرك 1.5 لتر للحفاظ على خفة السيارة واستجابتها الفورية، بينما دعت متطلبات السوق الأميركية إلى إضافة خيار 2.0 لتر لجعل القيادة على الطرق السريعة أكثر حماساً. نتج عن ذلك خياران إنتاجيان: الأول بقوة 155 حصاناً وعزم دوران 148 نيوتن متر، والثاني في تحديث 2019 (ND2) بقوة 181 حصاناً وعزم 151 نيوتن متر، ووصلت سرعة دورانه إلى 7500 لفة في الدقيقة. ساهم هذا التوزيع المتوازن في الحفاظ على خفة الهيكل مع توفير قوة دفع تكفي للاستجابة السريعة لمحبي السرعات دون التضحية براحة الاستخدام في المدينة.
توازن القيادة على الطرق الوعرة
وضعت مازدا نصب أعينها أن تتماشى المياتا مع التضاريس الخلفية المتعرجة، فاختارت نظام تعليق ناعم يمتص النتوءات ويمنح الركاب راحة ملحوظة. دعم ذلك نظام التحكم في الوضع الحركي المعروف باسم KPC الذي يحد من الأرجحة الجانبية في المنعطفات عبر الضغط على العجلة الداخلية الخلفية، في حين حصلت نسخة ND3 على فرق محدود للانزلاق غير متناظر يعزز الثبات عند الخروج من الزوايا الحادة. نتج عن هذا المزج قدرةٌ على امتصاص صدمات الطرق الوعرة مع ديناميكية استجابة، ما يجعل المشوار على الطرق الخلفية تجربةً سلسة وممتعة.
مسيرة متواصلة نحو الجيل القادم
منذ إطلاقها في سبتمبر 2014 تجاوزت مبيعات ND مياتا 270 ألف وحدة حتى يوليو 2024، ما جعلها واحدة من أبرز السيارات الرياضية المفضّلة في الشرق الأوسط. رغم مرور عقد كامل لم يتغير وقوع تصميمها في القلب، بل بقيت رمزاً للعفوية وروح القيادة التي لا تعرف التعقيد. يتطلع عشاق المياتا اليوم إلى الجيل المقبل الذي سيحمل تقنيات الكهربة، متمسكين في الوقت ذاته بقيم التطوير البشري والمحافظة على أصالة متعة القيادة التي لا تزال تنبض في قلب مازدا.

عادريان هو محرر. خريج في علم النفس بغضون أكثر من 4 سنوات في الصناعة السيارية، و 3 سنوات أمام الكاميرا. يظهر من حين لآخر في متجر الإطارات الذي يملكه عائلته. لن يشتري سياراتًا إلا تلك التي تمر اختبار الزجاجة الكبيرة.