تقترب بطولة الفورمولا 1 من انطلاق موسم 2025، الذي يحمل تغييرات جذرية ومفاجآت مثيرة. ستة سائقين جدد ينضمون إلى البطولة، بينما ينتقل أحد أعظم السائقين في تاريخ الرياضة إلى فريق جديد، مما يعيد تشكيل المنافسة. بعد موسم 2024 الذي شهد تتويج ماكس فيرستابين بلقبه الرابع على التوالي، يبدو أن الموسم الجديد سيكون أكثر احتدامًا مع اقتراب الفرق المنافسة من مستوى ريد بول.
قدمت التجارب الشتوية في البحرين بعض المؤشرات حول أداء الفرق، لكن الصورة الحقيقية لن تتضح إلا عند انطلاق السباق الأول في أستراليا. مع بقاء القوانين التقنية دون تغيير حتى عام 2026، تسعى الفرق إلى تحقيق أقصى استفادة من سياراتها الحالية قبل التحديثات الكبرى القادمة. إليك ما يمكن توقعه من كل فريق هذا الموسم.
مكلارين تقترب من المنافسة على اللقب
حققت مكلارين إنجازًا تاريخيًا في 2024 بفوزها ببطولة الصانعين لأول مرة منذ 1998. قاد لاندو نوريس الفريق إلى هذا النجاح بأداء قوي، حيث أحرز أربعة انتصارات وانطلق من المركز الأول ثماني مرات، مما جعله ينهي الموسم في المركز الثاني خلف فيرستابين.
من جانبه، تألق أوسكار بياستري في موسمه الثاني، حيث أحرز انتصارين وصعد إلى منصة التتويج ثماني مرات، مما يعكس نضجه الكبير في الفورمولا 1. مع دخول موسم 2025، تسعى مكلارين إلى المنافسة على لقبي السائقين والصانعين معًا. لتحقيق ذلك، يحتاج نوريس إلى أن يكون أكثر شراسة في المواجهات المباشرة، بينما يجب على بياستري تحسين مستواه في التجارب التأهيلية بعد موسم لم يحقق فيه أي انطلاقة من المركز الأول.
إذا تمكنت مكلارين من الحفاظ على وتيرة تطورها، فقد تكون المنافس الأبرز لريد بول هذا الموسم.
هاميلتون ينتقل إلى فيراري في خطوة مفاجئة
شهد سوق الانتقالات إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ الفورمولا 1، حيث قرر لويس هاميلتون مغادرة مرسيدس بعد 12 عامًا والانضمام إلى فيراري. السائق البريطاني الأسطوري سيخوض التحدي الجديد بجانب شارل لوكلير، ليشكّل معه أحد أقوى الثنائيات على الشبكة.
أنهت فيراري موسم 2024 في المركز الثاني، مستفيدة من بعض المشاكل التي واجهت ريد بول. قدم لوكلير عامًا قويًا بثلاثة انتصارات و13 منصة تتويج، بينما تمكن هاميلتون من كسر صيامه عن الفوز بإحراز انتصارين، لكنه أنهى الموسم في المركز السابع، وهو أدنى ترتيب له منذ سنوات.
تتمتع فيراري بقدرة تنافسية عالية، لكن الفريق لا يزال يعاني من قرارات استراتيجية خاطئة كلفته نقاطًا حاسمة في المواسم الأخيرة. سيكون التناغم بين هاميلتون ولوكلير عاملًا حاسمًا، خاصة إذا وجد كل منهما نفسه في صراع مباشر على اللقب.
ريد بول تواجه ضغوطًا رغم تفوق فيرستابين
دخل فريق ريد بول الموسم الجديد وسط ضغوط كبيرة رغم حفاظه على لقب السائقين مع ماكس فيرستابين. لا تزال تداعيات التحقيق الداخلي حول مزاعم سوء السلوك ضد رئيس الفريق كريستيان هورنر تلقي بظلالها على استقرار الفريق، حيث ظهرت انقسامات داخلية، حتى أن والد فيرستابين، يوس فيرستابين، طالب علنًا بإقالة هورنر.
على صعيد السائقين، انضم ليام لوسون إلى الفريق بدلاً من سيرجيو بيريز، الذي فقد مقعده بعد موسم غير مستقر. قدم لوسون أداءً مبشرًا خلال مشاركاته كبديل في 2023، لكنه الآن أمام اختبار أصعب كسائق أساسي في ريد بول.
إذا تمكن لوسون من تحقيق نتائج قوية والصعود إلى منصات التتويج، فقد يساعد ذلك ريد بول في استعادة لقب الصانعين، لكن أي تراجع في مستواه قد يعرضه للضغط، خاصة في فريق معروف بتبديل سائقيه بسرعة.
مرسيدس في مرحلة إعادة البناء
بعد أكثر من عقد من الزمن، تبدأ مرسيدس موسمها بدون لويس هاميلتون في صفوفها. أصبح جورج راسل السائق الأول للفريق، بينما انضم إليه الموهوب الشاب أندريا كيمي أنطونيلي، الذي يُعد واحدًا من أبرز السائقين الصاعدين في الفورمولا 1.
أنهى راسل موسم 2024 في المركز السادس مع انتصارين، لكنه لم يكن قادرًا على المنافسة المستمرة على منصات التتويج. مع رحيل هاميلتون، يتحمل راسل مسؤولية أكبر، بينما يواجه أنطونيلي، البالغ من العمر 18 عامًا، قفزة كبيرة من الفورمولا 2 إلى الفورمولا 1 بعد موسم واحد فقط في الفئة الأدنى.
تعتمد مرسيدس على إمكانيات أنطونيلي على المدى الطويل، لكن من غير المتوقع أن تنافس الفريق على اللقب هذا العام.
أستون مارتن تسعى لاستعادة توازنها
مرّت أستون مارتن بموسم غير متوازن في 2024، حيث بدأت العام بأداء قوي لكنها تراجعت لاحقًا، لتنهي البطولة بعيدًا عن مرسيدس ولكن في موقع مريح أمام ألباين. كان الفريق قد تألق في 2023 عندما حقق فرناندو ألونسو ثماني منصات تتويج، لكن في 2024 لم يكن الأداء بنفس القوة، حيث كان المركز الخامس هو أفضل نتيجة حققها ألونسو خلال الموسم.
أما لانس سترول، فقد مر بموسم صعب، حيث فشل في تسجيل نقاط في آخر 11 سباقًا من الموسم، مما أثار المزيد من التساؤلات حول استمراره في الفورمولا 1.
أحد أهم الإضافات التي قامت بها أستون مارتن لموسم 2025 لم تكن في تشكيلة السائقين، بل في فريق التطوير، حيث نجحت في التعاقد مع أدريان نيوي، المصمم الأسطوري الذي كان العقل المدبر لنجاحات ريد بول على مدى العقدين الماضيين. ورغم أن نيوي لن يكون له تأثير مباشر على سيارة 2025، إلا أن انضمامه إلى الفريق قد يكون نقطة تحول حاسمة، حيث ستبدأ بصماته بالظهور اعتبارًا من موسم 2026.
بالنسبة لألونسو، فإن هدفه سيكون تحقيق أقصى استفادة من كل سباق والصعود مجددًا إلى منصات التتويج، بينما يواجه سترول ضغوطًا متزايدة لإثبات أنه يستحق مقعده، خصوصًا مع الشائعات المستمرة حول إمكانية استبداله بسائق آخر مستقبلاً، رغم ملكية والده للفريق.
ألباين تراهن على جاك دوهان
شهدت ألباين تحسنًا ملحوظًا في نهاية موسم 2024، حيث استطاع بيير جاسلي تحقيق منصة تتويج مفاجئة في سباق جائزة البرازيل الكبرى. رغم ذلك، لم يكن الموسم مستقرًا للفريق، مما أدى إلى رحيل إستيبان أوكون وانضمام جاك دوهان.
دوهان، الذي كان ضمن أكاديمية ألباين، يُعد من أبرز السائقين الواعدين. أنهى بطولة الفورمولا 2 في المركز الثالث عام 2023، وشغل دور السائق الاحتياطي في 2024، حيث حصل على فرصة قيادة السيارة في السباق الختامي للموسم الماضي.
لكن الضغط سيكون كبيرًا عليه، خاصة مع تعاقد ألباين مع فرانكو كولابينتو كسائق احتياطي للفريق، مما أثار التكهنات حول مدى أمان مقعد دوهان. إذا لم يحقق نتائج قوية، فقد يجد نفسه في خطر الاستبدال خلال الموسم.
ياسر المنصوري لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم الصحافة السيارية. وهو خبير في المقالات الخبرية السيارية والتوصيفات والتقييمات للسيارات، من أحدث الموديلات إلى اتجاهات الصناعة. لقد بنى علاقات قوية مع مصنعي السيارات وخبراء الصناعة. قم بالاتصال بلياسر المنصوري على LinkedIn لتتبع كل ما هو جديد في عالم السيارات وانضم إلى رحلتنا المثيرة في استكشاف عالم السيارات.
