وسط التقلبات الاقتصادية العالمية لوحظ تراجع صافي ثروة إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، بأكثر من 121 مليار دولار في عام 2025، وهو أكبر انخفاض بين أغنى 10 أشخاص في العالم، وفقاً لمؤشر "بلومبرج للمليارديرات". كان ماسك الوحيد بين هؤلاء الأثرياء الذين تكبدوا خسائر بهذا الحجم. على سبيل المثال، خسر جيف بيزوس 36.5 مليار دولار، بينما بلغت خسائر مارك زوكربيرج و بيل غيتس 13.9 مليار دولار و2.57 مليار دولار على التوالي. ومع إغلاق السوق في 10 أبريل، بلغت ثروة ماسك 311 مليار دولار.
يُعزى هذا الانخفاض الكبير في ثروة ماسك إلى الهبوط الحاد في قيمة أسهم شركة تسلا، التي تأثرت بمخاوف المستثمرين بشأن أداء الشركة والتقلبات العامة في السوق. خلال فترة ثلاثة أيام فقط، خسر أغنى عشرة أشخاص في العالم مجتمعين 172 مليار دولار بسبب تراجع كبير في سوق الأسهم، وكان نصيب ماسك وحده من هذه الخسائر 35 مليار دولار.
بالرغم من هذا الكم من الخسارة إلا أن ايلون ماسك لا يزال يحتفظ بلقب أغنى رجل في العالم. ترتبط غالبية ثروته بحصصه في شركاته الكبرى مثل تسلا وسبيس إكس ومشاريع أخرى. تجدر الإشارة إلى أن صافي ثروته كان قد بلغ ذروته بأكثر من 400 مليار دولار في ديسمبر 2024 قبل أن يبدأ هذا التراجع.
إلى جانب الخسائر المالية، تواجه شركة تسلا تحديات أخرى مثل هجمات استهدفت منشآتها، بما في ذلك أعمال تخريب وتكسير واجهات. يُعتقد أن هذه الهجمات قد تكون مرتبطة بأنشطة ماسك السياسية وعلاقاته بالحكومة الأمريكية. كما أعرب بعض المستثمرين عن قلقهم من أن انشغاله بمشاريع سياسية قد يؤثر سلباً على قيادته لتسلا.
إذا أردنا أن نستعرض سريعا أهم الأسباب التي ساهمت في خفض ثروة ماسك فهي :
أولاً : انخفاض اداء اسهم تسلا
شهدت أسهم تسلا تراجعاً حاداً بسبب مخاوف المستثمرين من ضعف المبيعات والأرباح، مع انخفاض الطلبات في ألمانيا بنسبة 70% والشحنات في الصين بنسبة 49%. كما أعلنت باناسونيك (المُورِّد الرئيسي لبطاريات تسلا) عن خفض الإنتاج بسبب تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، من بينها تسلا.
ثانيا: تراجع مبيعات السيارات الكهربائية
فقد لوحظ أن مبيعات تسلا انخفضت بنسبة 13% في الربع الأول من 2025، مما أثر على إيرادات الشركة وقيمة أسهمها. كما أدت تحديثات المصانع إلى انخفاض الإنتاج مؤقتاً، ما زاد الضغط على الأداء المالي.
ثالثا : التداعيات السياسية
تسببت مشاركة ماسك في منصب حكومي (رئيس إدارة كفاءة الحكومة الأمريكية) في انتقادات حادة، حيث اتُهم بإهمال إدارة تسلا لصالح أنشطته السياسية. كما أدت سياسات التقشف التي يقودها إلى موجة معارضة في أوروبا والولايات المتحدة .
رابعا : تقلبات السوق وإعادة تقييم الشركة
أعادت الأسواق تقييم تسلا كشركة سيارات تقليدية بدلاً من اعتبارها شركة تكنولوجية ذات هوامش ربح عالية، ما قلل من قيمتها السوقية. كما أدت تقارير الأرباح المخيبة للآمال في الربع الثالث إلى خسائر فادحة.
خامسا : الضغوط التشغيلية والمالية
واجهت تسلا تحديات مثل الهجمات على منشآتها والمخاطر الأمنية، بالإضافة إلى تعليقات ماسك التي أشارت إلى صعوبة إدارة أعماله في ظل هذه الظروف.
يُعد تراجع تسلا مؤشراً سلبياً لشركات السيارات الكهربائية وشركات التكنولوجيا المرتبطة بسلسلة التوريد الخاصة بها (مثل موردي البطاريات والرقائق الإلكترونية). قد يؤدي هذا إلى انخفاض أسعار أسهم الشركات المنافسة أو الشريكة
بالإشارة الى أن تسلا تربط بين قطاعات التكنولوجيا والطاقة والنقل، مما يجعلها "حلقة وصل" حساسة في الأسواق العالمية. أي اضطراب في أدائها قد يخلق تأثيراً مضاعفاً على مؤشرات الأسهم، تدفقات الاستثمار، وحتى السياسات الحكومية الداعمة للتحول الأخضر.
عادريان هو محرر. خريج في علم النفس بغضون أكثر من 4 سنوات في الصناعة السيارية، و 3 سنوات أمام الكاميرا. يظهر من حين لآخر في متجر الإطارات الذي يملكه عائلته. لن يشتري سياراتًا إلا تلك التي تمر اختبار الزجاجة الكبيرة.
