مع انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء، يتجدد الجدل بين السائقين حول مدى ضرورة تسخين السيارة قبل الانطلاق بها، وهي عادة متوارثة طالما اعتُبرت أساسية لحماية المحرك. لكن خبير السيارات الأمريكي رون كراوش، الذي تعود خبرته إلى طفولته في ورشة والده الميكانيكي وتعاون لاحقًا مع علامات بارزة مثل فورد وبونتياك، قدّم معلومات قد تغيّر نظرة السائقين إلى طريقة تعاملهم مع سياراتهم في الأجواء الباردة.
لماذا قد يكون التسخين الطويل ضارًا بالمحرك؟
أوضح كراوش أن السيارات الحديثة، خصوصًا تلك المزودة بأنظمة حقن الوقود الإلكتروني، لم تعد بحاجة إلى فترات تسخين طويلة. بل أكد أن ترك السيارة في وضع التشغيل لفترة ممتدة دون حركة لا يفيد المحرك، بل قد يؤدي إلى تآكل غير ضروري في مكوناته ويزيد من استهلاك الوقود.
وأشار إلى أن الأفضل للسائق أن يبدأ القيادة بعد تشغيل السيارة مباشرة، حتى إن بقي داخل المقصورة باردًا. يكفي تشغيل المحرك لمدة تتراوح بين 30 ثانية ودقيقة واحدة فقط، ثم التحرك بهدوء، إذ تساهم القيادة نفسها في رفع حرارة المحرك بشكل أسرع وأكثر كفاءة من الانتظار في وضع الثبات.
هذا الأسلوب لا يقلل فقط من استهلاك الوقود خلال الشتاء، بل يساهم أيضًا في إطالة عمر مكونات المحرك، ويحد من الأعطال الناتجة عن الإجهاد الحراري المرتبط بالتشغيل الطويل دون حركة.
كيف تقلل استهلاك البنزين وتحمي السيارة في الشتاء؟
لم يقتصر كراوش على الحديث عن تسخين السيارة، بل قدّم أيضًا نصائح عملية تساعد السائقين على تقليل نفقات الصيانة والوقود خلال فصل الشتاء. وأبرز هذه التوصيات كانت تجنّب استخدام الوقود الممتاز ما لم تكن هناك ضرورة قصوى، موضحًا أن الوقود عالي الأوكتان لا يعود بأي فائدة على معظم السيارات الاعتيادية، وأن تأثيره في الأداء أو كفاءة استهلاك الوقود غير ملحوظ فعليًا ما لم تكن السيارة مصممة للعمل به، إذ يُخصّص غالبًا للسيارات الفاخرة أو عالية الأداء.
كما شدّد على ضرورة التأكد من سلامة مكونات السيارة الأساسية قبل حلول الطقس البارد، ونبّه إلى أهمية فحص المصابيح الأمامية والخلفية، وإشارات الانعطاف، ومصابيح الضباب. وأوصى أيضًا بمراقبة ضغط الإطارات، وعمق النقشة، ومسّاحات الزجاج الأمامي.
وأشار كذلك إلى طريقة بسيطة لتفادي الأعطال المفاجئة المرتبطة بالإطارات في الشتاء، من خلال استخدام مقياس ضغط هواء صغير يمكن تخزينه بسهولة في صندوق التابلوه. هذا الجهاز يتيح مراقبة ضغط الإطارات بانتظام، خصوصًا أن انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى تراجع واضح في الضغط.
وتكشف هذه التوجيهات أن العناية بالسيارة خلال الشتاء لا تتطلب تكاليف مرتفعة أو أدوات معقدة، بل تعتمد على وعي السائق وفهمه للتقنيات الحديثة وتجنّبه للممارسات القديمة التي قد تضر أكثر ما تنفع.

كاتب كبير بمجرد ظهور أول ذكريات كان البحث عن المعرفة السيارية قد بدأ. وقد تم استكشاف مصادر معلومات مختلفة، حتى تلك المشبوهة، ومن بين هذه المصادر: ألعاب الفيديو والتلفزيون والمجلات أو حتى منتديات الإنترنت. وما زلت عالقة في ذلك الثقب النفسي.