لم يفاجئني الخبر عندما قرأته، فالسيارات الصينية تطورت وأصبحت نافس على مستوى أوروبي، بأسعار أطاحت بالشركات الأوروبية التي كانت تقدم ميزات قياسية في سيارات فاخرة بأسعار مهولة. ولكن الشركات الصينية قررت منح عملائها أفضل الميزات بأسعار أقل بكثير من سيارات الشركات الأوروبية.
وقد استحوذت السيارات الصينية على مكانة مهمة في السوق الروسية، و6 من أصل 10 سيارات تباع في روسيا اليوم أصلها صيني.
ما السبب وراء ذلك انتشار السيارات الصينية في روسيا
مع الثغرة التي تركتها الشركات الأوروبية والأميركية التي انسحبت من روسيا بعد العدوان الروسي على أوكرانيا، عوضت السيارات الصينية عن النقص الذي تركته هذه الشركات، ذلك بحسب الصحيفة البولندية Rzeczpospolita.
شهدت السوق الروسية للسيارات تحولاً كبيراً في السنتين الأخيرتين بعد الحرب الروسية الأوكرانية، فقد غادرت الكثير من الشركات الكورية والأميركية والأوروبية واليابانية البلاد الروسية، ولكن سرعان ما سارعت الشركات الصينية إلى أخذ مكانها. وبالتالي، 61% من السيارات التي بيعت في روسيا هي سيارات صينية. بينما في العام 2022، مثلت السيارات الصينية 18% فقط من السيارات المباعة في السوق الروسية.
في عام 2024، تفيد المصادر إلى أن أكثر من 900 ألف سيارة صينية بيعت في 2024.
وقبل العدوان على أوكرانيا، كانت أرقام مبيعات السيارات في روسيا عالية، تتخطى المليون سيارة في السنة. ولكن خلال الحرب، انخفض هذا الرقم بشكل كبير. إلا أن السيارات الصينية سرعان ما أعادت السوق الروسية إلى عافيتها، سنرى مبيعات السيارات تصل إلى مليون ونصف في 2024. وعلى رأس قائمة الشركات الصينية في روسيا هي شركة جريت وول موتورز، التي باعت 192000 سيارة، ما يعني ارتفاعاً بأرقامها بنسبة 75% في روسيا، بعدما كانت مبيعاتها تعادل الـ110 ألف نسخة فقط. وتأتي من بعدها جيلي وتشيري، بأرقام تتخطى الـ150 ألف نسخة. أما شانجان، فتفيد المصادر أنها باعت حوالي 100 ألف نسخة، وبلغت مبيعات اكسيد حوالي الـ41 الف نسخة.
أسباب أخرى لتفوق الشركات الصينية في روسيا
الدعم الحكومي وسياسات الاستيراد: شجعت الحكومة الروسية العلامات التجارية الصينية من خلال سياسات تجارية تفضيلية، مما سهّل عليها دخول السوق والتوسع فيه.
أسعار وتوافر تنافسيان: تُقدّم العلامات التجارية الصينية بدائل بأسعار معقولة للسيارات الغربية، وحتى الروسية. ومع قلة الخيارات المتاحة، يختار المستهلكون الروس بشكل متزايد السيارات الصينية.
نمو الإنتاج المحلي: تُجمّع العديد من شركات صناعة السيارات الصينية (مثل شيري وجيلي وهافال) سياراتها في روسيا، مما يُخفّض التكاليف ويجعل سياراتها أكثر جاذبية.
جودة وميزات تقنية مُحسّنة: على عكس السابق، تُقدّم السيارات الصينية الحديثة تقنيات وميزات أمان وتصاميم تنافسية، مما يجعلها أكثر جاذبية.
خيارات التمويل والتأجير: تُقدّم شركات صناعة السيارات الصينية خيارات تمويل وتأجير مرنة، يتسهّل على المشترين الروس شراء سياراتهم.
ومع هيمنة السيارات الصينية في السوق الروسية، ارتفعت أسعار السيارات المصنعة محلياً أيضاً، مثل لادا وغيرها. وفعلاً، نشهد بشكل دائم الشركات الصينية تسارع لاغتنام أي فرصة تساعدها على التوسع في الأسواق والإثبات بأنها تستطيع حل محل الشركات الأوروبية والأميركية التي سيطرت لسنين طويلة على معظم الأسواق. وترى وكالات السيارات الصينية دائماً تخبرك بأن سياراتها، حتى لو كانت سيارات فاخرة صينية يوازي سعرها أسعار مرسيدس أو بي ام دبليو مثلاً، ستقدم لك مميزات أكثر بكثير مما ستحظى به في النسخ القياسية من هذه الماركات الأوروبية. ومع سرعة الشركات الصينية بالتقدم والاستحواذ على سوق السيارات الكهربائية، ماذا سيحصل للشركات الأجنبية التي ما زالت تعاني في تحويل سياراتها إلى سيارات كهربائية؟

ياسر المنصوري لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم الصحافة السيارية. وهو خبير في المقالات الخبرية السيارية والتوصيفات والتقييمات للسيارات، من أحدث الموديلات إلى اتجاهات الصناعة. لقد بنى علاقات قوية مع مصنعي السيارات وخبراء الصناعة. قم بالاتصال بلياسر المنصوري على LinkedIn لتتبع كل ما هو جديد في عالم السيارات وانضم إلى رحلتنا المثيرة في استكشاف عالم السيارات.