تتحدى بي واي دي القواعد التقليدية في عالم السيارات الكهربائية، حيث غالبًا ما يرتبط مدى القيادة بحجم البطارية. لكن مع سيل 06 EV، تقدم الشركة نهجًا مختلفًا تمامًا، إذ تعتمد على بطارية مدمجة بسعة 46.08 كيلوواط ساعة، ومع ذلك تتمكن من تحقيق مدى قيادة مذهل يصل إلى 470 كم وفقًا لدورة CLTC الصينية.
بطارية صغيرة بمدى كبير
لم تكن هذه الكفاءة مجرد أرقام على الورق، فتصميم السيارة الخفيف الوزن يلعب دورًا محوريًا في تقليل استهلاك الطاقة دون التأثير على الأداء. ولمن يحتاجون إلى مدى أطول، تتوفر نسخة ببطارية أكبر بسعة 56.6 كيلوواط ساعة، ما يرفع المدى إلى 545 كم، مما يمنح السائقين خيارات تناسب احتياجاتهم المختلفة.
كيف تحقق بي واي دي هذه الكفاءة؟

معظم السيارات الكهربائية ذات المدى الطويل تعتمد على بطاريات تتجاوز 70 كيلوواط ساعة، لكن سيل 06 EV تعتمد على تحسين الديناميكية الهوائية، وتقليل الوزن، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة للحصول على أقصى استفادة من كل شحنة. يتراوح وزن السيارة بين 1,670 كجم و1,800 كجم حسب حجم البطارية، ما يجعلها أخف وزنًا مقارنةً بسيارات السيدان الكهربائية المنافسة. أما وزن البطارية نفسها، فيتراوح بين 350 كجم و410 كجم، مما يعكس التوجه نحو الكفاءة بدلاً من الاعتماد على تخزين طاقة هائل.
من حيث الحجم، تأتي السيارة أصغر قليلًا من شقيقتها بي واي دي سيل التي تُباع عالميًا، حيث يبلغ طولها 4,720 ملم مع قاعدة عجلات تصل إلى 2,820 ملم، مما يوفر توازنًا مثاليًا بين المساحة الداخلية والتصميم الانسيابي، ما يسهم بدوره في تحسين استهلاك الطاقة لكل كيلومتر.
هل يمكن للبطاريات الصغيرة أن تكون مستقبل السيارات الكهربائية؟

قرار بي واي دي باستخدام بطارية مدمجة مع كفاءة عالية يثير تساؤلًا مهمًا: هل البطاريات الضخمة ضرورية حقًا للمدى الطويل؟ رغم أن البطاريات الأكبر توفر مدى أطول، إلا أنها تزيد من التكلفة والوزن وزمن الشحن. أداء سيل 06 EV يثبت أن البطاريات الأصغر، إذا كانت مدعومة بتصميم ذكي وإدارة طاقة فعالة، يمكنها تقديم مدى رائع دون الحاجة إلى زيادة الحجم.
مع التطور السريع لتقنيات السيارات الكهربائية، قد يكون نهج بي واي دي هو المفتاح لمستقبل أكثر كفاءة، حيث يمكن لشركات السيارات التركيز على التصميم الخفيف، وإدارة الطاقة الذكية، وتحسين الديناميكية الهوائية بدلًا من الاعتماد على بطاريات ضخمة. هذه الفلسفة قد تجعل السيارات الكهربائية أكثر تكلفة معقولة، وأكثر عملية للاستخدام اليومي، مما يمهد الطريق لجيل جديد من سيارات السيدان الكهربائية ذات المدى الطويل بأسعار مناسبة.

عادريان هو محرر. خريج في علم النفس بغضون أكثر من 4 سنوات في الصناعة السيارية، و 3 سنوات أمام الكاميرا. يظهر من حين لآخر في متجر الإطارات الذي يملكه عائلته. لن يشتري سياراتًا إلا تلك التي تمر اختبار الزجاجة الكبيرة.