في خطوة جريئة قلبت بها موازين صناعة السيارات الكهربائية، فاجأت بي واي دي العالم عندما قررت وضع أقوى محرك كهربائي طورته حتى الآن داخل سيارتين مخصصتين للاستخدام العائلي، هما السيدان Han L والـ SUV Tang L. هذا المحرك يدور بسرعة خيالية تصل إلى 30511 لفة في الدقيقة، متجاوزًا سرعة محرك Xiaomi SU7 Ultra وحتى محرك Tesla Model S Plaid. لكن لماذا تختار الشركة وضع كل هذه القوة في سيارات مخصصة للآباء والعائلات وليس لعشاق الأداء؟ وما الذي يجعل هذا المحرك مختلفًا فعلًا عن كل ما رأيناه سابقًا؟
قوة تقنية خالصة في قلب كل سيارة

يعتمد هذا المحرك الجديد على قدرة قصوى تبلغ 580 كيلوواط، ويعتمد على وحدة طاقة داخلية من كربيد السيليكون بجهد 1500 فولت، وهي من تطوير الشركة نفسها. تستخدم بي واي دي في هذا المحرك مغناطيسات N50EH فائقة القوة والتي تمنحه زيادة بنسبة 18 بالمئة في الكفاءة المغناطيسية. ولتقليل الفاقد في الحرارة والطاقة، تم تصميم المحرك باستخدام صفائح فولاذية سيليكونية بسمك لا يتجاوز 0.2 ملم مما يقلل من فقد الحديد، إضافة إلى نظام لف داخلي مكون من عشر طبقات يقلل من فقدان النحاس بنسبة 21 بالمئة.
ولا تتوقف الدقة هنا، بل إن توازن المحرك الديناميكي تم ضبطه ليبقى ضمن هامش 50 ملليغرام، وهو رقم مذهل عند مقارنته بالمعدل السائد في الصناعة الذي غالبًا ما يكون ضعف هذا الرقم. أما التبريد، وهو العامل الحاسم مع هذا النوع من الأداء العالي، فيستخدم فيه تقنية تبريد مباشرة عبر سائل التبريد مما يضمن الحفاظ على درجات الحرارة مستقرة حتى في أقصى ظروف القيادة.
سرعة خارقة داخل هيكل عائلي تقليدي
عند النظر إلى الأرقام، يمكن القول إن هذه السيارات ليست عائلية بقدر ما هي خارقة. تنطلق Han L من الثبات إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.7 ثانية فقط، وتصل من 100 إلى 200 كيلومتر في 4.74 ثانية. أما Tang L، ورغم كونه SUV أكبر حجمًا، فلا يتأخر كثيرًا حيث يصل إلى 100 كيلومتر خلال 3.6 ثانية، ويتجاوز 200 كيلومتر خلال 6.19 ثانية.
هذه الأرقام تضع السيارتين ضمن فئة السيارات الرياضية الخارقة، لكن بتصميم أليف مناسب للعائلات، ما أثار جدلًا واسعًا بين المتابعين. في حين تستهدف Xiaomi SU7 Ultra الشباب الباحثين عن الإثارة، تم تصميم Han L وTang L ليكونا خيارًا عمليًا لسكان المدن والأسر. وهنا تظهر المخاوف من قدرة السائقين المعتادين على سيارات مثل هوندا CR-V على التعامل مع أداء بهذا العنف، خصوصًا عند التسارع المفاجئ.
هل هذه قوة مفرطة أم خطوة نحو مستقبل جديد؟

تبدو خطوة بي واي دي في ظاهرها غير مألوفة، لكنها قد تكون مدروسة بعناية. ترغب الشركة في الارتقاء بسياراتها ذات الفئة المتوسطة وجعلها مثالًا على أن الأداء العالي لا يجب أن يُحصر في الطرازات الفاخرة أو الرياضية فقط. مع ذلك، تبقى الحاجة إلى توفير وسائل تحكم ذكية أمرًا ضروريًا. فبعض الأصوات على الإنترنت بدأت تطالب بإدخال أنظمة تحد من أداء المحرك تدريجيًا، خصوصًا للمستخدمين الجدد، كما تفعل شاومي في سياراتها.
ما بين الطموح التكنولوجي والواقعية العملية، تبدو بي واي دي وكأنها ترسم ملامح جديدة لمفهوم السيارة العائلية، ليس فقط من حيث القوة، ولكن من حيث التوازن بين الأداء والسلامة. ما إن كانت هذه الخطوة نقلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر، فهذا ما ستكشفه ردود فعل السوق خلال الأشهر المقبلة.

ياسر المنصوري لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم الصحافة السيارية. وهو خبير في المقالات الخبرية السيارية والتوصيفات والتقييمات للسيارات، من أحدث الموديلات إلى اتجاهات الصناعة. لقد بنى علاقات قوية مع مصنعي السيارات وخبراء الصناعة. قم بالاتصال بلياسر المنصوري على LinkedIn لتتبع كل ما هو جديد في عالم السيارات وانضم إلى رحلتنا المثيرة في استكشاف عالم السيارات.