أصبح تقليص حجم محركات الاحتراق الداخلي اتجاهًا رئيسيًا في صناعة السيارات، حيث تتجه الشركات نحو محركات أصغر وأكثر كفاءة استجابةً لمعايير الانبعاثات المتزايدة صرامة.
اختفى محرك V12 من تشكيلة بي إم دبليو بعد إيقاف طراز M760i في عام 2022، وأصبح وجوده يقتصر على سيارات رولز رويس. في الوقت نفسه، اختفى محرك V10 منذ أكثر من 15 عامًا، مما يثير التساؤلات حول مستقبل محركات V8.
لكن عشاق هذه الفئة لديهم سبب للتفاؤل، حيث لا يزال الطلب على محركات V8 قويًا في أسواق الشرق الأوسط والولايات المتحدة، حيث تُعتبر القوة والأداء من العوامل الأساسية في قرار الشراء.
وفي مقابلة مع Automotive News، أكد رئيس قسم التطوير في بي إم دبليو: "محرك V8 باقٍ ولن نتخلى عنه." وأوضح أن الفجوة بين المحرك المستقيم سداسي الأسطوانات الهجين ومحرك V8 لا تزال كبيرة بالنسبة للعملاء في أسواق الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن المحركات الهجينة الصغيرة يمكنها تحقيق أداء مماثل لمحركات V8، إلا أنها لا توفر نفس النعومة والصوت والإحساس الذي يبحث عنه العملاء. تدرك بي إم دبليو أن الارتباط العاطفي بالمحرك ليس مجرد مسألة أرقام على الورق، بل هو تجربة قيادة متكاملة.
عامل آخر يساهم في استمرار محركات V8 هو معايير الانبعاثات، أو بالأحرى، عدم صرامتها في أسواق الولايات المتحدة والشرق الأوسط مقارنةً بأوروبا، التي تواصل تشديد القوانين البيئية، مما يجعل من الصعب على الشركات الحفاظ على المحركات الكبيرة. في الواقع، لم يعد بإمكانك شراء سيارة بي إم دبليو بمحرك V12 في أوروبا، إلا إذا كنت تبحث عن نسخة مصفحة من الفئة السابعة. وإذا استمرت هذه الاتجاهات، فقد يصبح محرك V8 حكرًا على عدد محدود من الأسواق.
لم تكشف بي إم دبليو عن الطرازات المستقبلية التي ستحتفظ بمحرك V8، لكن يمكننا توقع بعض الأسماء. فقد شوهدت نماذج اختبارية من الجيل الجديد من X5، وتشير التقارير إلى أن الشركة تعمل أيضًا على تحديث طرازي X6 وX7. من المرجح أن تستمر هذه السيارات الفاخرة في تقديم محرك V8 مزدوج التوربو سعة 4.4 لتر في أسواق الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
في المقابل، يختلف المشهد في السوق الأوروبية، حيث توفر بي إم دبليو محركات ثلاثية الأسطوانات في بعض الطرازات، مثل ميني، بالإضافة إلى بعض سيارات الفئة الأولى وX1. وفي الصين، حيث تزداد صرامة معايير الانبعاثات، أصبح المحرك الثلاثي الأسطوانات سعة 1.5 لتر شائعًا أيضًا. أما في الولايات المتحدة، فقد رسمت بي إم دبليو خطًا واضحًا: لن تقدم أي طراز بمحرك أقل من أربع أسطوانات.
من ناحية أخرى، تلعب الكهرباء دورًا متزايدًا في استراتيجية بي إم دبليو. ففي عام 2023، نمت مبيعات الشركة من السيارات الكهربائية بنسبة 13.5%، مما جعلها تمثل 17% من إجمالي مبيعاتها. يبدو أن بي إم دبليو تعلمت درسًا من تجربة i3، حيث أدركت أن التصميمات المختلفة جذريًا قد لا تلقى رواجًا لدى العملاء. لذا، أصبحت أحدث سياراتها الكهربائية تشبه إلى حد كبير نظيراتها المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي، مما دفع البعض لوصفها بأنها "تحويل من الوقود إلى الكهرباء".
وسيستمر هذا النهج مع إطلاق منصة Neue Klasse الجديدة، حيث تخطط بي إم دبليو لتقديم جيل جديد من السيارات الكهربائية المزودة بتقنيات برمجية متقدمة. ومع ذلك، تظل الشركة ملتزمة بتقديم خيارات متعددة لأنظمة الدفع، مما يضمن أن تظل تجربة القيادة المميزة لبي إم دبليو ثابتة، سواء كانت السيارة كهربائية أو هجينة أو تعمل بالوقود التقليدي.

ياسر المنصوري لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم الصحافة السيارية. وهو خبير في المقالات الخبرية السيارية والتوصيفات والتقييمات للسيارات، من أحدث الموديلات إلى اتجاهات الصناعة. لقد بنى علاقات قوية مع مصنعي السيارات وخبراء الصناعة. قم بالاتصال بلياسر المنصوري على LinkedIn لتتبع كل ما هو جديد في عالم السيارات وانضم إلى رحلتنا المثيرة في استكشاف عالم السيارات.