بنتلي والتوجه نحو الكهرباء: لا استعجال ولا جدول زمني ثابت
بينما تتسابق شركات السيارات نحو الكهرباء الكاملة، تتبع بنتلي نهجًا أكثر هدوءًا. على عكس بعض المنافسين الذين حددوا مواعيد نهائية واضحة للتخلص من محركات الوقود، أكد الرئيس التنفيذي الجديد، فرانك-ستيفن واليسر، أن بنتلي لا تملك جدولًا زمنيًا محددًا للتحول الكامل إلى الكهرباء.
فهل هذا جزء من استراتيجية محسوبة لمواكبة ظروف السوق، أم أنه تردد قد يؤدي إلى ضياع الفرص؟
كسر "لعنة 2030": بنتلي تؤجل التحول الكهربائي الكامل
في عام 2020، أعلن الرئيس التنفيذي السابق، أدريان هالمارك، أن بنتلي ستصبح كهربائية بالكامل بحلول عام 2030. لكن بحلول عام 2023، تم تعديل هذا الهدف بصمت، مما أدى إلى تمديد الجدول الزمني لآخر طرازات محركات الاحتراق الداخلي. وفي عام 2024، ذهبت بنتلي إلى أبعد من ذلك، مؤكدة أن سيارات الوقود التقليدية ستستمر على الأقل حتى عام 2035.
يرى واليسر أن المرونة هي العنصر الأساسي، حيث توازن بنتلي بين السيارات التي تعمل بالوقود، والهجينة القابلة للشحن (PHEV)، والكهربائية بالكامل بناءً على متطلبات الأسواق المختلفة. والأسباب واضحة:
أوروبا حددت موعدًا نهائيًا لحظر بيع سيارات الوقود بحلول عام 2035.
الصين لم تفرض حتى الآن مثل هذه القيود، ولا يزال الطلب على السيارات التقليدية قويًا.
الولايات المتحدة تشهد مشهدًا أكثر تعقيدًا، حيث تختلف القوانين من ولاية إلى أخرى. فبينما تفرض ولاية كاليفورنيا (CARB) حظرًا على سيارات الوقود بحلول عام 2030، لا تزال القوانين الفيدرالية غير واضحة وقد تتغير وفقًا للتوجهات السياسية.
في ظل هذه البيئة غير المستقرة، اختارت بنتلي اتباع نهج أكثر مرونة.
يقول واليسر: "لا يمكننا التنبؤ بكيفية تطور السوق خلال السنوات العشر القادمة، لذا يجب أن تبقى العلامات التجارية مرنة. لا يمكننا وضع كل البيض في سلة واحدة." بمعنى آخر، لا تريد بنتلي أن تكون من أوائل المتحولين إلى السيارات الكهربائية، لكنها أيضًا لا تريد أن تتخلف عن الركب إذا تغيرت التوجهات فجأة.
السيارات الهجينة كمرحلة انتقالية، والسيارات الكهربائية بالكامل كنقطة تحول
بدلاً من الاندفاع نحو السيارات الكهربائية بالكامل، تتبنى بنتلي نهجًا تدريجيًا، حيث تركز على تحسين تقنية السيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEV) في المدى القريب، مع الاستعداد للانتقال إلى الكهرباء بالكامل على المدى البعيد. لكن على عكس العلامات التجارية الأخرى التي تسعى لزيادة مدى القيادة الكهربائية في سياراتها الهجينة، لا ترى بنتلي ذلك أولوية.
يقول واليسر: "مدى القيادة الكهربائية في سياراتنا الهجينة حاليًا حوالي 64 كيلومترًا، ولا أرى ضرورة لرفعه إلى أكثر من 160 كيلومترًا."
بالنسبة له، تكمن ميزة السيارات الهجينة في التبديل السلس بين الوقود والكهرباء، وليس مجرد إطالة مدى القيادة الكهربائية.
ومع ذلك، لا تتجاهل بنتلي مستقبل السيارات الكهربائية. فقد تم بالفعل الانتهاء من تصميم أول سيارة SUV كهربائية بالكامل من بنتلي، ومن المقرر إطلاقها في عام 2027. الملفت في الأمر أن هذه السيارة لن تكون SUV فاخرة ضخمة، بل ستكون "SUV حضرية مدمجة"، مما يضعها في منافسة مباشرة مع طرازات مثل BMW iX ومرسيدس EQS SUV.
تعتبر بنتلي هذه السيارة الكهربائية بمثابة اختبار لمسارها المستقبلي. فإذا لاقت إقبالًا قويًا في السوق، فقد تتجه بنتلي لتسريع تحولها إلى السيارات الكهربائية بالكامل. أما إذا كان الطلب ضعيفًا، فقد تختار تمديد عمر سيارات الوقود والسيارات الهجينة لفترة أطول.
بعبارة أخرى، هذه السيارة ليست مجرد طراز جديد، بل هي تجربة استراتيجية لقياس مدى تقبل سوق السيارات الفاخرة للتحول الكهربائي.
التحول الكهربائي والفخامة: صراع الأداء والإحساس ومتطلبات السوق
بالنسبة للعلامات التجارية الفاخرة، لا يقتصر التحدي على التحول إلى السيارات الكهربائية فحسب، بل يتعلق أيضًا بالحفاظ على هوية القيادة المميزة التي اعتاد عليها العملاء. بنتلي ورولز رويس، على سبيل المثال، ليستا مجرد سيارات مصنوعة من أفخم المواد، بل تتميزان بتجربة قيادة خاصة تتجلى في:
هدير محركات W12 القوية
الإحساس الميكانيكي العميق عند القيادة
التسارع السلس الذي يعكس القوة والثبات
لكن السيارات الكهربائية تغير كل ذلك. فعلى الرغم من أن المحركات الكهربائية توفر هدوءًا مطلقًا وتسارعًا فوريًا وسلسًا، إلا أنها تفقد الكثير من التأثير الحسي الذي يربط السائق بالسيارة.
لأكثر من قرن، لم يكن صوت المحرك مجرد ضوضاء، بل كان رمزًا للهيبة. فهل يمكن أن تحقق السيارات الكهربائية نفس الإحساس بالفخامة من دون هذا العنصر الحسي؟
إضافة إلى ذلك، لا يزال الطلب على السيارات الكهربائية الفاخرة غير مستقر. فطراز Spectre من رولز رويس، أول سيارة كهربائية فاخرة بالكامل، لا يزال في مراحله الأولى بالسوق. ومن ناحية أخرى، أظهرت قاعدة عملاء بنتلي اهتمامًا أكبر بالسيارات الهجينة مقارنة بالسيارات الكهربائية بالكامل. وهذا الاختلاف في تفضيلات الأجيال يجعل نهج بنتلي الحذر أكثر منطقية.
الخاتمة: هل بنتلي هي الورقة الرابحة في مستقبل السيارات الفاخرة الكهربائية؟
في حين تسرع شركات السيارات نحو التحول الكهربائي، تتبع بنتلي نهجًا مختلفًا—نهجًا يفضل الاستقرار على السرعة. بدلاً من التخلي المفاجئ عن سيارات الوقود، تعتمد الشركة على السيارات الهجينة كمرحلة انتقالية، بينما تختبر مدى تقبل السوق للسيارات الكهربائية عبر SUV فاخرة جديدة.
فهل يعتبر هذا تحركًا استراتيجيًا ذكيًا، أم أنه فرصة ضائعة؟
لا يزال سوق السيارات الفاخرة الكهربائية في طور التبلور، كما أن توقعات العملاء تتغير باستمرار. قد يكون نهج بنتلي الحالي انعكاسًا لفهمها العميق لعملائها، ولكن خلال العقد القادم، ستواجه الشركة سؤالًا مصيريًا:
عندما تتوقف محركات السيارات الفاخرة عن الهدير، ما الذي سيبقى ليعبر عن الفخامة؟
الجواب سيأتي من السوق، وبنتلي مستعدة للانتظار.

ياسر المنصوري لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم الصحافة السيارية. وهو خبير في المقالات الخبرية السيارية والتوصيفات والتقييمات للسيارات، من أحدث الموديلات إلى اتجاهات الصناعة. لقد بنى علاقات قوية مع مصنعي السيارات وخبراء الصناعة. قم بالاتصال بلياسر المنصوري على LinkedIn لتتبع كل ما هو جديد في عالم السيارات وانضم إلى رحلتنا المثيرة في استكشاف عالم السيارات.