شهدت صناعة السيارات خلال السنوات الأخيرة توجهًا متزايدًا نحو استخدام مقابض الأبواب القابلة للطي، خصوصًا في السيارات الكهربائية الفاخرة. هذا الابتكار الجذاب لا يقتصر على كونه عنصرًا تصميميًا يعزز انسيابية السيارة، بل يشكّل أيضًا لمسة جمالية تضفي طابعًا عصريًا على مظهرها الخارجي. ومع ذلك، يبرز خلف هذا التطور تساؤل جاد حول مدى سلامة هذه المقابض في حال وقوع الحوادث، خاصة إذا تعطلت آلية فتحها في اللحظات الحرجة.
بداية الانتشار وظهور المخاوف
ظهرت مقابض الأبواب القابلة للطي لأول مرة في عالم السيارات من خلال شركة تسلا، وتحديدًا في الجيل الأول من طراز Model S. ومع مرور الوقت، تبنت العديد من الشركات الأوروبية هذا المفهوم، مثل لاند روفر في طراز Velar، ومرسيدس بنز في الفئة S الحديثة (W223). وتنوعت آلية عمل هذه المقابض بين ما يُطوى يدويًا بالضغط على طرفه، وما يُفتح بواسطة محركات كهربائية تخرجه تلقائيًا عند اقتراب السائق أو فتح القفل.
لكن وفقًا لنادي السيارات الألماني ADAC، وهو أكبر نادٍ للسيارات في أوروبا، تكمُن المشكلة تحديدًا في الأنظمة التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل. ففي حال وقوع حادث يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن السيارة، قد لا يتمكن المقبض من الخروج من مكانه داخل الباب، ما يُعقّد عملية إنقاذ الركاب من الداخل ويعرضهم لخطر البقاء محاصرين داخل المقصورة.
اختبارات السلامة تكشف التحديات
تُخضع هيئات مثل Euro NCAP السيارات الجديدة لاختبارات تصادم صارمة لتقييم مستوى السلامة. وتشمل هذه الاختبارات التحقق من إمكانية فتح الأبواب من الخارج بعد وقوع الحادث، سواء عبر أنظمة الفتح التلقائي أو بالطرق اليدوية. ووفقًا لـ Euro NCAP، لم تُسجل مقابض الأبواب القابلة للطي حتى الآن أي خلل واضح خلال هذه التجارب.
ومع ذلك، يشير تقرير ADAC إلى خطر آخر لا يمكن التغاضي عنه، وهو احتمال تشوه هيكل الباب المعدني بفعل قوة الاصطدام. هذا التشوه قد يعيق فتح المقبض حتى لو كان يعمل كهربائيًا أو ميكانيكيًا، ما يصعّب على فرق الطوارئ الوصول إلى المقصورة أو تمكين الركاب من الخروج في الوقت المناسب.
ولمواجهة هذا النوع من المخاطر، يقترح ADAC حلًا بسيطًا وفعّالًا يتمثل في تزويد السيارة بمطرقة طوارئ مخصصة لكسر الزجاج. ويمكن لهذه الأداة الصغيرة، إذا وُضعت في مكان يسهل الوصول إليه داخل المقصورة، أن تتيح للركاب فرصة الهروب في الحالات الحرجة، بشرط ألا تكون النوافذ مصنوعة من زجاج مزدوج أو مزوّدة بطبقات عازلة للصوت والحرارة، وهي مواصفات أصبحت شائعة في السيارات المخصصة للأسواق الحارة مثل دول الخليج.
الأمان أولًا أم الانسيابية أولًا؟
لا شك أن مقابض الأبواب القابلة للطي تعزز من التصميم الخارجي للسيارة من حيث الجمال والانسيابية، وتضفي إحساسًا بالفخامة والتطور التقني. لكن الاعتماد الكامل على الأنظمة الكهربائية قد يشكّل خطرًا فعليًا في الحالات الطارئة، ما يستدعي من الشركات المصنّعة البحث عن حلول بديلة تجمع بين الأناقة وسهولة الوصول عند وقوع الحوادث.
في ظل تزايد اهتمام المستهلكين في السعودية والإمارات بعوامل الأمان إلى جانب الرفاهية، تبرز أهمية تزويد السيارات بأنظمة طوارئ فعالة تضمن إمكانية فتح الأبواب في أي لحظة، دون الاعتماد الكامل على الأنظمة الإلكترونية. وبين التصميم العصري ومتطلبات السلامة الأساسية، يظل التوازن هو العنصر الحاسم لتجربة قيادة تجمع بين الأناقة والطمأنينة.

كاتب كبير بمجرد ظهور أول ذكريات كان البحث عن المعرفة السيارية قد بدأ. وقد تم استكشاف مصادر معلومات مختلفة، حتى تلك المشبوهة، ومن بين هذه المصادر: ألعاب الفيديو والتلفزيون والمجلات أو حتى منتديات الإنترنت. وما زلت عالقة في ذلك الثقب النفسي.