النص: في عام 2024، بلغ إجمالي حجم معاملات السيارات المستعملة في الصين 19.61 مليون وحدة، مسجلًا زيادة سنوية بنسبة 6.52٪. ومع ذلك، يواجه 92٪ من تجار السيارات المستعملة خسائر، وأقل من 1٪ فقط لديهم هامش ربح إجمالي يزيد عن 10٪.
مع المنافسة الشديدة والانخفاض المستمر في أسعار السيارات الجديدة، ما هي التغييرات المتوقعة في صناعة السيارات المستعملة المتعثرة في الصين؟
الانخفاض الكبير في متوسط أسعار السيارات المستعملة في الصين
على مدى العامين الماضيين، أصبح بيع السيارات المستعملة في الصين أكثر صعوبة بسبب زيادة مدة التخزين. في عام 2022، كان متوسط مدة التخزين للسيارات المستعملة 47 يومًا. ومنذ فبراير 2023، تجاوز المتوسط الشهري 50 يومًا، ووصل في بعض الأحيان إلى 56 يومًا، مما يعني أن السيارات قد تبقى في المخزون لما يقرب من شهرين قبل بيعها.
هذا الضغط الهائل على المخزون يؤثر على التدفق النقدي لتجار السيارات المستعملة، مما يجبرهم على خفض الأسعار. ففي عام 2022، انخفض متوسط سعر السيارات المستعملة من 71,200 يوان في بداية العام إلى 59,300 يوان بنهاية العام. واستمر السعر عند مستويات منخفضة، حيث بلغ 63,900 يوان بحلول نهاية عام 2024.
مع استمرار تراجع الأسعار، تتقلص هوامش الربح لتجار السيارات المستعملة، وأحيانًا تؤدي إلى الخسائر. قبل عشر سنوات، كان 15.9٪ من التجار يحققون هامش ربح يزيد عن 10٪، لكن بحلول عام 2024، انخفضت هذه النسبة إلى أقل من 1٪. في الوقت نفسه، ارتفعت نسبة التجار الذين يعانون من الخسائر من 1٪ فقط قبل عقد من الزمن إلى 92٪ اليوم.
باختصار، يؤدي انخفاض الطلب على السيارات المستعملة إلى إجبار التجار على خفض الأسعار لتصفية المخزون، مما يقلص هوامش أرباحهم باستمرار.
لماذا تمر صناعة السيارات المستعملة في الصين بأزمة؟
يرجع الركود في سوق السيارات المستعملة إلى الانخفاض المستمر في أسعار السيارات الجديدة. ففي يناير 2023، خفضت شركة تسلا (Tesla) - المعروفة في الصين باسم 特斯拉 - أسعارها في السوق الصينية، مما أدى إلى موجة من التخفيضات في أسعار السيارات عبر السوق بأكمله. لم تؤثر هذه التخفيضات على السيارات الكهربائية فقط، بل شملت أيضًا السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود، ولا تزال هذه الظاهرة مستمرة دون توقف.
بالنسبة لتجار السيارات المستعملة، أدى الانخفاض الحاد في أسعار السيارات الجديدة إلى تغيير قرارات بعض المستهلكين الذين كانوا يخططون لشراء سيارات مستعملة، وجعلهم يفضلون شراء سيارات جديدة بدلاً من ذلك. علاوة على ذلك، أدى الانخفاض الكبير في أسعار السيارات الجديدة إلى التأثير المباشر على أسعار السيارات المستعملة، مما أجبر التجار على خفض الأسعار لجذب المشترين، مما زاد من تقلص هوامش أرباحهم.
عامل آخر يؤثر على الربحية هو تزايد شفافية السوق. في الماضي، كان التجار يستفيدون من نقص المعلومات لدى المشترين بشأن تاريخ السيارة، والإصلاحات، والحوادث. وكانوا يبالغون في ندرة السيارات لرفع الأسعار.
ولكن مع انتشار الإنترنت، أصبح بإمكان المستهلكين الآن مقارنة الأسعار بسهولة عبر المنصات المختلفة، والوصول إلى معلومات حول تاريخ الحوادث والصيانة، مما منح المشترين قدرة أكبر على تقييم قيمة السيارة المستعملة بشكل صحيح.
بالإضافة إلى ذلك، ازدادت حدة المنافسة في السوق. وفقًا للبيانات الرسمية، ارتفع عدد تجار السيارات المستعملة من 560,000 إلى 799,000 خلال العامين الماضيين، أي بزيادة قدرها 40٪، بينما لم ينمو حجم المعاملات إلا بنسبة 4.7٪.
بالنسبة لتجار السيارات المستعملة، فإن الوضع الحالي يمثل تحديات من تجار السيارات الجديدة والمنافسين في سوق السيارات المستعملة، في حين أصبح المستهلكون أكثر وعيًا ودراية. ونظرًا لانخفاض حواجز الدخول إلى السوق، فإن معظم تجار السيارات المستعملة هم من أصحاب المشاريع الصغيرة أو الأفراد، الذين يفتقرون إلى العلامة التجارية القوية، ورأس المال، والموارد، والإدارة الجيدة، مما يجعلهم الأكثر تأثرًا بالتغيرات المستمرة في السوق.
كيف يمكن لتجار السيارات المستعملة في الصين التغلب على الأزمة؟
للتغلب على الأزمة، يلجأ العديد من تجار السيارات المستعملة إلى القنوات الرقمية، حيث يستخدمون مقاطع الفيديو القصيرة والبث المباشر لجذب العملاء.
أصبح المستهلكون في الصين يعتمدون بشكل متزايد على البث المباشر لاكتساب الثقة قبل زيارة صالة العرض. التجار الذين استفادوا من هذا التحول الرقمي وجدوا أن نسبة المبيعات عبر القنوات الإلكترونية يمكن أن تصل إلى 70٪ أو حتى 90٪ من إجمالي مبيعاتهم. سواء كان العملاء يزورون صالة العرض مباشرة أو يحجزون موعدًا عبر الإنترنت، فإن معظمهم يكون قد شاهد مقاطع فيديو أو بثًا مباشرًا عن السيارة مسبقًا. ونتيجة لذلك، حتى لو لم يكن عدد المشاهدين في البث المباشر كبيرًا، فإن معدلات التحويل إلى عمليات شراء تظل مرتفعة.
مع تطور الصناعة واشتداد المنافسة، أصبح جزء كبير من حركة المرور على الإنترنت متركزًا لدى تجار السيارات المشهورين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل أساليب التسويق التقليدية أقل فعالية. لذا، يجب على تجار السيارات المستعملة الاستفادة من منصات الفيديو ووسائل الإعلام الجديدة للحفاظ على قدرتهم التنافسية. فالبداية المبكرة دائمًا أفضل من التأخر، والطريقة الوحيدة للاستفادة من الفرص الجديدة هي الاستمرار في تطوير وتحسين استراتيجيات التسويق الرقمي.
في الختام، لم يعد سوق السيارات المستعملة في الصين كما كان في الماضي عندما كان تحقيق الأرباح أمرًا سهلاً. تمر الصناعة بعملية تصفية طبيعية، حيث يسيطر اللاعبون الكبار على السوق بينما يعاني الصغار. هذا الاتجاه يعكس بداية مرحلة جديدة من إعادة الهيكلة في القطاع.
ياسر المنصوري لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم الصحافة السيارية. وهو خبير في المقالات الخبرية السيارية والتوصيفات والتقييمات للسيارات، من أحدث الموديلات إلى اتجاهات الصناعة. لقد بنى علاقات قوية مع مصنعي السيارات وخبراء الصناعة. قم بالاتصال بلياسر المنصوري على LinkedIn لتتبع كل ما هو جديد في عالم السيارات وانضم إلى رحلتنا المثيرة في استكشاف عالم السيارات.
