يُعد الاعتناء بالسيارة أمرًا أساسيًا للحفاظ على أدائها وسلامتها على المدى الطويل، لكن كثيرًا من السائقين يقعون في فخ مفاهيم خاطئة متداولة منذ سنوات، ما يؤدي أحيانًا إلى صيانة غير ضرورية أو أعطال باهظة. في السطور التالية نسلّط الضوء على أبرز الخرافات المرتبطة بصيانة السيارات، ونكشف حقيقتها لمساعدتك على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا في الحفاظ على سيارتك.
هل تحتاج فعلًا لتغيير زيت المحرك كل بضعة آلاف كيلومتر؟
تُعد من أكثر النصائح تداولًا بين السائقين فكرة ضرورة تغيير زيت المحرك كل 3,000 ميل، أي ما يعادل نحو 4,800 كيلومتر. ورغم أن هذه النصيحة كانت مناسبة في السابق، فإن المحركات الحديثة والزيوت الاصطناعية عالية الجودة غيّرت هذه القاعدة تمامًا. اليوم، تتمكن معظم السيارات من السير لمسافة تتراوح بين 8,000 و12,000 كيلومتر دون الحاجة إلى تغيير الزيت، بل إن بعض الطرازات الحديثة يمكنها تجاوز هذه المسافة بكثير قبل أن تحتاج إلى استبدال الزيت. أما التوصية الأدق، فهي الرجوع دائمًا إلى كتيب السيارة، حيث يُحدد فيه الفاصل الزمني المناسب وفقًا لنوع الزيت وظروف القيادة.
وقود عالي الأوكتان؟ ليس الحل دائمًا لتحسين الأداء
يعتقد كثير من السائقين أن تعبئة السيارة بوقود عالي الأوكتان يمنحها أداءً أفضل أو يطيل عمر المحرك، لكن الحقيقة أن هذا النوع من الوقود لا يقدم أي فائدة إضافية ما لم يكن المحرك مصممًا خصيصًا لاستخدامه. تعبئة بنزين ممتاز في سيارة لا تتطلبه يؤدي فقط إلى إهدار المال دون أي مردود عملي. لذلك، يُنصح دائمًا بالالتزام بنوع الوقود الذي تحدده الشركة المصنعة، فهو الأنسب لأداء المحرك وسلامته.
هل من الضروري تسخين السيارة قبل الانطلاق؟
يعتقد البعض أن تسخين السيارة لفترة قبل القيادة ضروري لحماية المحرك، إلا أن هذا المفهوم لم يعد صالحًا مع تطور التقنيات الحديثة. فالمحركات الحالية مصممة للعمل بكفاءة فور التشغيل، ولا تحتاج سوى إلى قيادة هادئة خلال الدقائق الأولى حتى تبلغ درجة حرارة التشغيل المناسبة. أما ترك السيارة في وضع التوقف لفترة طويلة، فيؤدي إلى استهلاك وقود إضافي وزيادة الانبعاثات دون أي فائدة فعلية.
احذر من الرقم المطبوع على الإطار: ليس هو ضغط الهواء المناسب
من الأخطاء الشائعة أن يظن السائق أن الرقم المطبوع على جانب الإطار يمثل الضغط المثالي للإطارات. في الواقع، هذا الرقم يشير إلى الحد الأقصى للضغط الذي يمكن للإطار تحمله، وليس الضغط الموصى به من قبل الشركة المصنّعة للسيارة. لمعرفة الضغط المناسب، يُفضل الرجوع إلى الملصق الموجود داخل باب السائق أو إلى كتيب السيارة. الحفاظ على الضغط الصحيح لا يطيل عمر الإطارات فحسب، بل يعزز أيضًا كفاءة استهلاك الوقود ويمنح السيارة ثباتًا أفضل على الطريق.
تشغيل السيارة بالكابل لا يعني أن البطارية استعادت نشاطها
عندما تتوقف السيارة نتيجة نفاد شحن البطارية ويتم تشغيلها باستخدام كابلات مساعدة، يظن البعض أن قيادتها لبضع دقائق كفيل بإعادة شحن البطارية بالكامل. لكن الحقيقة أن شحن البطارية الفارغة يتطلب وقتًا أطول من مجرد القيادة القصيرة، وقد يحتاج إلى ساعات متواصلة من القيادة أو استخدام شاحن خارجي مخصص. البطارية التي تتعرض لتفريغ عميق قد تفقد قدرتها على الاحتفاظ بالشحنة، ما يزيد من احتمالية توقف السيارة مرة أخرى. لذا، من الأفضل إما شحن البطارية بالشكل المناسب أو استبدالها إذا كانت متعبة، لتفادي الوقوع في الموقف ذاته لاحقًا.
صوت المحرك العالي لا يعني بالضرورة أداءً أقوى
يربط كثيرون بين الصوت المرتفع لنظام العادم وقوة المحرك، ويظنون أن هذا الصوت دليل على أداء رياضي أعلى. لكن الواقع يختلف تمامًا، فالصوت العالي غالبًا ما يكون نتيجة تسرب أو خلل في نظام العادم، ما قد يؤثر سلبًا على كفاءة المحرك. بالمقابل، يعمل نظام العادم السليم والمغلق بإحكام على تحسين استهلاك الوقود، وتقليل الانبعاثات، وضمان أداء مستقر للمحرك. لذلك، عند ملاحظة أي تغيّر غير معتاد في صوت العادم، من الأفضل فحص النظام فورًا بدلًا من تجاهله.
غسل السيارة تحت أشعة الشمس قد يترك آثارًا ضارة
يُقبل كثيرون على غسل سياراتهم في النهار، خاصة في أوقات الظهيرة، ظنًا أن حرارة الشمس تسرّع من عملية التجفيف. إلا أن هذا التصرف يؤدي غالبًا إلى تشكّل بقع مائية وآثار على الطلاء، نتيجة التبخر السريع للماء والصابون. ولهذا، يُنصح بغسل السيارة في الظل أو خلال الفترات الباردة من اليوم، مثل الصباح الباكر أو ما قبل الغروب، لضمان لمعة مثالية وخالية من الشوائب.
لا تنتظر موعد تغيير الزيت لتفقد مستواه في المحرك
من الأخطاء الشائعة بين السائقين إهمال فحص مستوى زيت المحرك والاكتفاء بذلك عند موعد تغييره فقط. إلا أن انخفاض مستوى الزيت قد يحدث في وقت مبكر، خصوصًا في حال وجود تسرب بسيط أو زيادة في استهلاك الزيت من قبل المحرك. الفحص المنتظم باستخدام العصا المخصصة يساعد على اكتشاف أي خلل مبكرًا، ويمنع تعرّض المحرك لأعطال جسيمة نتيجة ضعف التزليق. الحفاظ على سلامة المحرك يبدأ بالمتابعة المستمرة.
لكل سيارة سائل تبريد يناسبها: لا تخلط بين الأنواع
يعتقد البعض أن جميع أنواع سوائل التبريد تؤدي الوظيفة نفسها ويمكن استبدال أحدها بآخر، إلا أن هذا الاعتقاد قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في المحرك. فكل سيارة تحتاج إلى نوع معين من سائل التبريد يحتوي على تركيبة كيميائية تتوافق مع مكونات نظام التبريد فيها. استخدام سائل غير مناسب قد يسبب تآكلًا في الأجزاء المعدنية أو تراكم رواسب تقلل من كفاءة التبريد. لذا، يُنصح دائمًا بالرجوع إلى كتيب السيارة لاختيار النوع الموصى به وتجنّب التجارب العشوائية.
لا تربط بين تدوير الإطارات وتغيير الزيت فقط: التوقيت مختلف
يظن البعض أن تدوير الإطارات يجب أن يتزامن دائمًا مع تغيير الزيت، إلا أن الفاصل الزمني بين العمليتين قد يختلف. فالإطارات تتعرض لاستهلاك غير منتظم نتيجة عوامل مثل أسلوب القيادة، وتوزيع الوزن، وحالة الطرق، ما يجعلها بحاجة إلى التدوير كل 10,000 كيلومتر تقريبًا أو وفق توصيات الشركة المصنعة. وإذا كان تغيير الزيت يتم كل 8,000 كيلومتر مثلًا، فيمكن تدوير الإطارات في نفس الموعد، أما إذا كانت الفواصل الزمنية متباعدة، فمن الأفضل الالتزام بجدول خاص لتدوير الإطارات للحفاظ على توازن التآكل وإطالة عمرها الافتراضي.

كاتب كبير بمجرد ظهور أول ذكريات كان البحث عن المعرفة السيارية قد بدأ. وقد تم استكشاف مصادر معلومات مختلفة، حتى تلك المشبوهة، ومن بين هذه المصادر: ألعاب الفيديو والتلفزيون والمجلات أو حتى منتديات الإنترنت. وما زلت عالقة في ذلك الثقب النفسي.